"الحمل ليس بحالة مرضية وهو قمة الأنوثة وتجربة جميلة تمرها كل أنثى واذا لم تتعرض المرأة الى مشاكل في فترة الحمل عليها أن تستمر في حياتها بشكل طبيعي مع شريكها. العديد من الازواج يتحاشون ممارسة الجنس في فترة الحمل خوفاً على صحة الجنين، وفي الحقيقة ما دامت الحامل لا تعاني من أية مشاكل فبإمكانها أن تستمر في حياتها الطبيعية دون مخاوف أو تعقيدات. كذلك من المحبذ ان تمارس الحامل الرياضة التي تناسبها وليس ممارسة رياضة عنيفة، فهنالك دورات رياضة خاصة بالنساء الحوامل، تساعدها على الاسترخاء وتساعدها ايضاً من ناحية نفسية".

هكذا تباشر الممرضة ازدهار ابو عيد حديثها لدى لقائي بها للحديث عن الولادة الطبيعية ودورات التحضير ما قبل الولادة...

ما هي الولادة الطبيعية؟

أن تنجب المرأة بشكل طبيعي دون أي تدخل طبيعي. علينا ان ندرك ان لكل حامل نمطها وسرعتها في الانجاب وعليها ان تنجب بالطريقة التي تناسبها وتريحها بدون تحديد فترة زمنية ولكن طبعاً في حدود المعقول.

أثناء الولادة الطبيعية على المرأة ان تصغي لجسدها فكل امرأة تختلف عن أخرى وكل ولادة تختلف عن الاخرى.

لا يوجد اي قانون في الدنيا يحتم ولادة المرأة على السرير بل من حق المرأة اختيار الوضعية التي تناسبها. وهنا يقع على الطبيب او القابلة تفهم المرأة، فهما موجودان من أجل المرأة وليس العكس.

دورة تحضير قبل الولادة

فضلاً عنن التحضيرات الاساسية للولادة، تساعد طرق أخرى على التحضر للولادة. بامكان المرأة الحامل اجراء دورة تحضير قبل الولادة لدى قابلة مؤهلة لاعطاء مثل هذه الدورات.

الدورة تبدأ في الاسبوع 27 – 31 للحمل وتستمر الدورة 6 أسابيع وهي عبارة عن لقاء واحد في الاسبوع يستمر ساعتان. من المفضل ان يشارك الزوج زوجته الحامل في هذه الدورة حتى يتعلم كيف يتفهم نفسية زوجته وكيف يساعدها في الولادة، فأبحاث عديدة تظهر بان دعم الزوج لزوجته يخفف حتى 50% من آلام الحامل أثناء عملية الولادة ويققل من نسبة إحتمال عملية قيصرية.

هذه الدورة مهمة لان الحامل تتحضر بها للولادة. كما انني أقوم باطلاع الحوامل على حقوقهن واستطيع القول ان جميع الحوامل ممن تعلموا هذه الدورة يتميزوا بعد ذلك بقوة ذاتية، اعتزاز وسيطرة على الذات، لان المعرفة قوة.

احدى ايجابيات الدورة، ان القابلة التي تعلم الدورة في حالات كثيرة تلتقي مع الحامل في غرفة التوليد وهذا يعزز الحامل كثيراً لان هذه القابلة تتفهم احتياجات، عادات وتقاليد الحامل. هنالك نساء يفضلن طريقة ولادة معينة قد يطلبوا انن يقوموا بطقوس دينية معينة.

  

تمارين ووسائل اثناء فترة الحمل

يتزايد ثقلل الطفل يوماً بعد يوم خلال الحمل، مما يؤثر على توازن الحامل الطبيعي العام. لهذا، تساعدك بعض التمارين البسيطة التي تمارس بانتظام على حفظ جسمك وتجنب آلام الظهر.

يمكن للحامل أن تختار الوسائل التي تبدو طريفة وغريبة، منها اليوغا، المشي، الحركات، الابتونوميا (الاتصال بالملامسة)، التحضير في حوض السباحة، تمارين الاسترخاء، تمارين رياضة، تمارين شد الجسم، أغاني ما قبل الولادة،..

- اليوغا: تهدف اليوغا الى إقامة تجانس بين الروح والجسد، كما تساهم في التحضير لولادة ناجحة. تقضي اليوغا بالعمل على التركيز في وضعية معينة للجسم، ويساعد هذا التركيز على ايجاد توازن جسدي ونفسي صحيح ودائم.

- المشي: النساء اللواتي تمارسن رياضة المشي عملية الولادة تكون لديهم أسرع بـ 30% ممن لا يمارسن رياضة المشي.

- الابتونوميا (الاتصال بالملامسة): تهدف هذه الطريقة الى مساعدة الزوجين على توعي الطفل المنتظر، وإقامة العلاقة الاوّلية معه بالملامسة. فالعلاقة مع الطفل تبدأ قبل الولادة، والجنين كائن حي يتعلق قسم كبير من وجودهه بعلاقته مع الغير.

- أغاني ما قبل الولادة: تهدف الى إحاطة الطفل المنتظر بأجواء مختارة من النغمات المريحة والتي قوامها الغناء. من الفوائد التي توفرها أغاني ما قبل الولادة انها تنشط حركة التنفس وتساعد على تليين العضلات، فالاغنية تجسيد لطاقة تساعد على تأمين الاتزان.

- تمارين شد الجسم. فأثناء فترة الحمل الجسم يترهل نتيجة افراز هرمون Relaxing والذي يؤدي الى شعور المرأة بالتعب وحاجتها المستمرة الى الاستراحة والنوم.

من المهم التأكيد على أهمية ممارسة هذه الانواع من الرياضة، لان الجسم يفرز أثناء ممارسة الحركات والرياضة مادة Endorphins التي تخفف من آلام الولادة لان عنق الرحم يرتخي أثناء الولادة.

الحركات اثناء الولادة

عبارة عن تمارين حركة تجريها المرأة اثناء الولادة مثل الجلوس، حركة القرفصاء، استعمال الماء، الوقوف. أهمية الحركة هي انها تعطي معنويات للمرأة وهي تخفف من آلام الولادة وتمدها بالاوكسجين ونسبة اجراء العمليات القيصرية تقل بشكل ملحوظ لدى النساء اللاتي يقمن بحركات أثناء عملية الولادة.